الرياض - ياسر الجرجورة في الجمعة 19 ديسمبر 2025 03:19 صباحاً - في تطور صادم يعيد تعريف مفهوم الإقامة في المنطقة، تستعد السعودية لإطلاق أول نظام إقامة رقمي 100% في تاريخ المنطقة بحلول 2026، مع إقامات مميزة تصل لـ 5 سنوات مقابل التجديد السنوي التقليدي. عشرات الآلاف من الطلبات الدولية وصلت للمملكة خلال أشهر قليلة فقط، في مشهد يعكس ثقة عالمية استثنائية بالتحول الجذري الذي تقوده الرؤية الطموحة. الخبراء يؤكدون: هذه ليست مجرد تحديثات إدارية، بل ثورة حقيقية ستجعل الهاتف الذكي مكتب إقامة شخصي متكامل.
تحول كريم، المقيم منذ 10 سنوات، من الوقوف في طوابير نهارية مرهقة إلى تجديد إقامته في 15 دقيقة فقط من منزله عبر منصة "أبشر". "لم أصدق الأمر في البداية، ظننت أن هناك خطأ في النظام"، يقول كريم وهو يتأمل شاشة هاتفه التي تعرض الموافقة الفورية. المشهد الذي كان يعني يوماً كاملاً من التوتر والانتظار، أصبح لمسة بسيطة تحول القلق إلى طمأنينة. منصة "قوى" الثورية تتيح نقل الكفالة إلكترونياً خلال أسبوعين بدلاً من شهور المعاناة التقليدية، بينما تختفي أكوام الأوراق لتحل محلها إشعارات رقمية تضيء الشاشات بالبشارات.
خلف هذا التحول الرقمي المذهل، تكمن رؤية 2030 الطموحة التي تسعى لجعل المملكة قطباً عالمياً للمواهب والاستثمارات. المنافسة الإقليمية الشرسة على استقطاب الكفاءات، ومشاريع المستقبل الكبرى مثل نيوم وذا لاين، دفعت المملكة لإعادة اختراع مفهوم الإقامة بالكامل. د. محمد الاستشاري الاقتصادي يؤكد: "هذا النظام أكبر من مجرد تسهيلات إدارية، إنه إعادة تعريف لمعنى أن تكون مقيماً في القرن الواحد والعشرين". أربع فئات استثنائية تستهدف المستثمرين وأصحاب المواهب ورواد الأعمال وملاك العقارات، مع إلغاء شرط الحد الأدنى للعمر لأول مرة، فاتحة الباب أمام الشباب الموهوب للمشاركة في بناء مستقبل المملكة.
سارة، رائدة الأعمال البالغة 28 عاماً، تمسك بوثيقة إقامتها المميزة لـ 5 سنوات وعيناها تلمعان بالحماس: "أستطيع الآن التخطيط لمشروعي على المدى الطويل دون كابوس التجديد السنوي". فترة السماح 30 يوماً للمغادرة تبدد مخاوف من تجاوز مدة التأشيرة دون قصد، بينما نظام معالجة الطلبات الجديد يحول الأسابيع إلى ساعات معدودة. أحمد المهندس، الذي قضى 8 سنوات في دولة مجاورة يجدد إقامته كل عام، يصف تجربته القديمة: "كنت أعيش في قلق دائم، لا أستطيع اتخاذ قرارات مهنية طويلة المدى". اليوم، الآلاف مثل أحمد يعدون حقائبهم متجهين نحو عصر جديد من الاستقرار والأمان الإداري.
تكتمل الصورة الثورية مع انطلاق العد التنازلي نحو 2026، حين تصبح السعودية أول دولة في المنطقة تحقق الرقمنة الكاملة لأنظمة الإقامة. التحول من الخوف السنوي إلى الاستقرار الخمسي ليس مجرد تطوير إداري، بل نقلة حضارية تعيد تعريف معنى الحياة الكريمة للمقيمين. الفرصة أمامك الآن لتكون جزءاً من هذا التاريخ الجديد، لكن التأخير قد يعني خسارة مقعد في قطار المستقبل الذي لن يتوقف. هل ستكون من الذين اغتنموا اللحظة التاريخية، أم من الذين سيندمون على تفويت أعظم تحول شهدته المنطقة؟
