الرياض - ياسر الجرجورة في الأربعاء 31 ديسمبر 2025 05:46 صباحاً - أعلنت وزارة التعليم السعودية عن تعديل جذري في التقويم الدراسي للعام 1446-1447 هـ، حيث تقرر تقليص أيام الدراسة خلال شهر رمضان المبارك بشكل قياسي، لتقتصر الأنشطة التعليمية على أيام محدودة، بما يوازن بين التعليم والعبادة. ويأتي هذا القرار في إطار رؤية شاملة لتطوير النظام التعليمي بالمملكة مع الحفاظ على المعيار الدولي لعدد أيام الدراسة السنوية البالغ 180 يوماً.
إقرأ ايضاً:
"ماذا ينتظر النصر" الاتحاد الآسيوي يحسم المواعيد.. مرحلة حاسمة تشعل سباق التأهل القاريوزارة الحج والعمرة توقف شركة مخالفة بعد شكاوى المعتمرين
توزيع الفصول الدراسية الجديدة
يشهد النظام الجديد استمرار تقسيم العام الدراسي إلى ثلاثة فصول، مع إعادة توزيع زمنية مبتكرة تراعي الخصوصية الثقافية والدينية للمملكة:
-
الفصل الأول: يبدأ في 18 أغسطس 2025
-
الفصل الثاني: ينطلق في 17 نوفمبر 2025
-
الفصل الثالث: يبدأ في 2 مارس 2025 وينتهي في 26 يونيو 2025
كما تم تخصيص ثمانية أسابيع كاملة للإجازة الصيفية، ما يمنح الطلاب فترة راحة كافية قبل بدء العام الدراسي التالي.
وأكد وزير التعليم، د. حمد بن محمد آل الشيخ، أن النظام الجديد يستند إلى أفضل الممارسات العالمية، ويواكب أهداف رؤية المملكة 2030، مع معالجة الفجوات التي اكتشفت في النظام السابق مقارنة بالدول المتقدمة، لضمان جودة التعليم ورفع كفاءة مخرجاته.
الابتكار في الفصل الثالث والاختبارات
أهم التغييرات تمثلت في تقليص مدة الفصل الثالث لتخفيف الضغط على الطلاب خلال الفترة الأخيرة من العام الدراسي، مع مراعاة توزيع الاختبارات بشكل أكثر مرونة:
ويتيح هذا التوزيع الجديد للطلاب وقتاً إضافياً للمراجعة، ويحد من الضغوط النفسية المرتبطة بفترة الاختبارات، بما يعزز تجربة تعليمية أكثر توازنًا وفعالية.
التفاعل المجتمعي والدعم الأسري
أبدت الأسر السعودية تفاعلًا إيجابيًا مع هذا التعديل، خاصة بعد التأكيد على الالتزام بالمعايير الدولية للتعليم مع الحفاظ على البعد الروحاني في تجربة الطلاب خلال شهر رمضان. ويعكس هذا التوجه حرص المملكة على خلق بيئة تعليمية متوازنة تراعي الجانب الأكاديمي والديني معاً.
نجاح منصة "مدرستي" ودعم التعليم الرقمي
يأتي هذا التغيير بعد النجاح الكبير لمنصة "مدرستي" الرقمية، والتي حصدت إشادات دولية واسعة، ما يعكس قدرة المملكة على قيادة التحول نحو التعليم الرقمي المتقدم، ويعزز ثقة الجهات التعليمية في قدرة النظام على مواجهة التحديات المستقبلية.
وتسهم منصة "مدرستي" في دعم الطلاب والمعلمين على حد سواء، من خلال توفير محتوى تعليمي متكامل، وإتاحة أدوات تفاعلية تساعد في متابعة الدروس وتقديم الواجبات، مما جعل تجربة التعلم أكثر مرونة وسهولة.
أهداف النظام الجديد وتأثيره على العملية التعليمية
يهدف التقويم الدراسي الجديد إلى:
-
توفير توازن بين الحياة التعليمية والعبادة خلال رمضان
-
تخفيف الضغط النفسي على الطلاب خلال فترة الاختبارات النهائية
-
تعزيز جودة التعليم ومواكبة المعايير الدولية
-
دعم التعليم الرقمي ورفع كفاءة المنصات التعليمية
-
تعزيز تجربة التعلم عبر الجمع بين التعليم التقليدي والرقمي
ويعكس هذا التحول رغبة وزارة التعليم في تطوير بيئة تعليمية شاملة تراعي احتياجات الطلاب والأسر على حد سواء، مع ضمان استمرار الأداء الأكاديمي وفق أفضل المعايير العالمية.
التطلعات المستقبلية للتعليم السعودي
يأتي هذا القرار كجزء من خطة شاملة لتحديث التعليم في المملكة بما يتوافق مع رؤية 2030، والتي تركز على:
-
تطوير مهارات الطلاب بما يتلاءم مع متطلبات القرن الحادي والعشرين
-
تحسين جودة التعليم في جميع المراحل الدراسية
-
دمج الابتكار الرقمي في العملية التعليمية
-
تحقيق التوازن بين التحصيل الأكاديمي والنمو الروحي والاجتماعي للطلاب
وتسعى الوزارة إلى ترسيخ تجربة تعليمية متكاملة تجمع بين التعليم الأكاديمي، الرقمي، والجانب الروحي، مما يجعل النظام التعليمي السعودي نموذجاً رائداً على المستوى الإقليمي والدولي.
