ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 11:25 مساءً - كرّم مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، تقديراً لرعايتها الكريمة للمؤتمر العالمي السنوي للمجلس، بعنوان «الأسرة في سياق فقه الواقع»، ودعمها المتواصل لقضايا الأسرة وتمكينها، وتعزيز مكانتها، بوصفها الركيزة الأساسية للمجتمع.
وسلّم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، درع التكريم، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، حيث تسلّمته نيابةً عن سموها، معالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة.
ويعكس هذا التكريم المكانة الرفيعة التي تحظى بها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في مسيرة العمل الوطني والإنساني، وعرفاناً بدور سموها الريادي في دعم قضايا الأسرة والمرأة والطفولة، وترسيخ منظومة متكاملة، تعزز الاستقرار الأسري والتماسك المجتمعي، وتسهم في بناء الإنسان الإماراتي، وفق رؤية وطنية إنسانية راسخة.
وأكد المجلس أنَّ رعاية «أم الإمارات» للمؤتمر، تمثل امتداداً لنهجها الثابت، ورؤيتها الاستشرافية في تمكين الأسرة، ودعم المبادرات العلمية التي تُعنى بقضاياها في سياق التحولات المعاصرة، بما ينسجم مع الرؤية الوطنية الرامية إلى تعزيز جودة الحياة، وصون الهوية الوطنية، وترسيخ القيم المجتمعية الأصيلة.
إلى ذلك، أكد معالي الدكتور عمر حبتور الدرعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، نائب رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أنَّ الأسرة الإماراتية ليست كياناً اجتماعياً تقليدياً، بل مشروع وطني متكامل، تتقاطع فيه القيم الدينية، والهوية الوطنية، والسياسات العامة، مؤكداً أنَّ الأسرة والوطن صنوان في الجذور، وقنوان في الثمار، يُغذَّيان بالولاء والانتماء، وتتكامل أدوارهما في صناعة الإنسان الواعي القادر على الإسهام في نهضة المجتمع.
جاء ذلك في كلمة معاليه خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي الثالث لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، المنعقد في أبوظبي، تحت عنوان: «الأسرة في سياق فقه الواقع: هوية وطنية ومجتمع متماسك»، برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، وبمشاركة واسعة من العلماء والخبراء والمختصين في الشأن الأسري والإفتائي، من داخل الدولة وخارجها.
وتطرّق معاليه إلى البعد العلمي للمؤتمر، موضحاً أنَّ أعماله عكست جهداً مؤسسياً متكاملاً، بمشاركة سبع وخمسين جهة، ومشاركة اثنتين وأربعين دولة، وتقديم ثماني وعشرين ورقة علمية وبحثية، قدّمها تسعة وثلاثون خبيراً وباحثاً، توزعت على ست جلسات علمية، وبالتعاون مع اثنتي عشرة مؤسسة إعلامية.
وبيّن أنَّ المؤتمر تُوِّج بإصدارٍ علمي نوعي، يتناول الاعتبارات والمبادئ الإفتائية للقضايا الأسرية، إلى جانب إصدارٍ آخر، يعرض نماذج حضارية في خدمة الآراء الشرعية الأسرية، بما يسهم في تطوير فقه أسري معاصر، واقعي، ومتوازن، يستجيب لمتغيرات العصر دون إخلال بالثوابت.
وأكد معاليه أنَّ عنوان المؤتمر، يجسد رؤية منهجية متكاملة، تقوم على أربعة عناصر مترابطة، هي: الأسرة، والواقع، والهوية الوطنية، والمجتمع، موضحاً أنَّ الأسرة هي المنتج الأول للقيم، وأنَّ فقه الواقع هو المنهج القادر على استيعاب التحولات، فيما تمثل الهوية الوطنية الحصن الحامي، ويأتي المجتمع ثمرةً لهذه المنظومة المتكاملة.
