الرياض - ياسر الجرجورة في الأحد 14 ديسمبر 2025 10:04 مساءً - للمرة الأولى منذ 8 أشهر من النزاع الدامي، تطال أيادي العنف المقر الأممي في السودان، حيث سقط آخر معاقل الحياد في كادوقلي التي كانت ملاذاً آمناً للإغاثة. بيان سعودي عاجل يدق ناقوس الخطر: السودان على شفا هاوية إنسانية، والمملكة تطالب بوقف فوري للحرب بعد انتهاك صارخ لحرمة المنظمات الدولية.
في تفاصيل الحدث المروع، تعرض مقر الأمم المتحدة في قلب كادوقلي لهجوم مباغت حطم رموز الحياد الدولي وأثار ذعراً واسعاً. "سمعنا الانفجارات من بعيد وخفنا على أطفالنا" تقول مريم عثمان، معلمة من المدينة، بينما يروي أحمد محمد، موظف الإغاثة الأممي: "كنت أحضر لتوزيع مساعدات على النازحين عندما سمعت دوي الانفجارات وشاهدت الدخان يتصاعد من مبنانا". هذا الانتهاك الصارخ يأتي بعد أكثر من 8 أشهر من النزاع الذي تجاهل مراراً إعلان جدة الموقع في 11 مايو 2025.
النزاع السوداني المستمر منذ أبريل 2025 شهد تكراراً مؤلماً لانتهاكات وقف إطلاق النار، لكن استهداف الأمم المتحدة يمثل تصعيداً خطيراً جديداً. كما تحذر د. فاطمة الزهراء، خبيرة الشؤون السودانية: "هذا الهجوم خط أحمر جديد في تصعيد العنف، كأنه تكرار لمأساة رواندا عندما تُركت الشعوب لمصيرها". تصاعد العنف وضعف الحماية الأمنية وتجاهل الاتفاقيات الدولية تضافرت لتخلق هذا الوضع الكارثي، بينما يقود السفير خالد العتيبي جهود الوساطة السعودية بلا كلل للوصول لحل سلمي.
التأثير المباشر للهجوم يمتد لحياة الملايين، حيث يواجه المدنيون السودانيون انقطاعاً محتملاً للمساعدات الإنسانية وسط معاناة متزايدة للنازحين. موظفو المنظمات الدولية يعيشون في خوف متزايد، مما قد يؤدي لانسحاب واسع من المناطق الخطرة. هذا التصعيد يفتح أمام السعودية فرصة ذهبية لتعزيز دورها كوسيط إقليمي فعال، لكنه يحمل في طياته تحدياً هائلاً: كيف يمكن حماية المؤسسات الدولية وسط فوضى عارمة؟ ردود الأفعال الدولية تتصاعد مطالبة بحماية دولية عاجلة وإعادة تفعيل اتفاقيات السلام.
الهجوم على الأمم المتحدة في كادوقلي والإدانة السعودية القوية يمثلان نقطة تحول حاسمة في النزاع السوداني. المساعي الدبلوماسية المتجددة وضرورة حماية المؤسسات الدولية باتت أولوية قصوى، والتحرك الفوري لحماية المدنيين وتفعيل إعلان جدة أصبح مسألة حياة أو موت. السؤال الحاسم الآن: هل سيكون هذا الهجوم نقطة تحول نحو حل سلمي، أم بداية انهيار كامل للنظام الدولي في السودان؟
